( 3) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وان امتكم هذه جعل عافيتها فى اولها ، وسيصيب اخرها بلاء ، وامور تنكرونها ) . اى تاتى فتنة تراها شديدة جدا ، فتقول : انا لا اتحمل هذا البلاء ، ولا اطيق هذه الفتنة ، فتنكشف هذه الفتنة ، وتاتى فتنة اخرى ترقق الفتنة السابقة ، اى حينما تنظر الى هذه الفتنة الثانية ترى ان الفتنة التى سبقتها لا شئ بجوارها ، قال رسول الله عليه وسلم : ( وتجئ فتنة فيرقق بعضها بعضا ، وتجئ الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه مهلكتى ثم تنكشف ، وتجئ الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه هذه _ هذه هى المهلكة حقا _ فمن احب انيزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر ، وليأت الى الناس الذى يحب أن يؤتى اليه ) .
فالنبى صلى الله عليه وسلم يحدد الدواء للفتنة فى كلمات قليلة فى غاية البلاغة والوضوح ، فالواجب على المسلم فى هذه الفتن ان يحقق الايمان ، فالايمان طوق الامان ، و سلم النجاة ، فى بحور هذه الفتن المتلاطمة الهائجة ..
الايمان حصن الامان من هذه الرياح الهوجاء رياح الفتن ، والايمان يحتاج الى تجديد بالطاعات ، فالايمان قول واعتقاد وعمل ... يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، فحال قلبك وانت تسمع : قال الله ، وقال رسوله ، وتتذكر الاخرة ، وتعقد النية على التوبة ، محال ان يكون حال الايمان فى قلبك فى هذا الحال كحال الايمان فى قلبك وانت تشاهد فليما من الافلام الساقطة ، او مسلسلا من المسلسلات الهابطة !!! قال تعالى : ( هو الذى انزل السكينة فى قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ) . ( الفتح : 4 )
فالايمان يزيد بالطاعة .. يزيد بالذكر .. يزيد بمجالس العلم ، وينقص بالبعد عن الله تبارك وتعالى فوق اى ارض وتحت سماء .